سبل تحسين أداء الموارد البشرية وتعزيز كفاءتها

إن تحسين أداء الموارد البشرية هو خطوة لا بد منها لجميع الشركات، في سبيل تعزيز الإنتاجية وكفاءة العمل، وتحقيق الريادة والأرباح الكبيرة. بالتالي تلعب الموارد البشرية دور محوري في تطوير مستوى الشركة، لذا فإن الاستثمار بالموظفين لا يقل أهمية عن الاعتناء بالعملاء.

انطلاقاً مما سبق سنتحدث عن مفهوم الموارد البشرية وأهم النصائح التي تساعد في تحسين أدائها.

ما الأمور التي يحتاجها تحسين أداء الموارد البشرية؟

ظهر مصطلح الموارد البشرية لأول مرة عام 1893، على يد الاقتصادي الامريكي جون كومنز، لكن لم يتم تداول هذا المصطلح إلا في القرن العشرين، واليوم يعد قسم الموارد البشرية عنصر أساسي في تطوير الشركة.

تقسم الموارد البشرية إلى خمس أنواع حسب الوظائف التي تقوم بها، بالرغم من اختلاف حجم الأعمال التي يديرها قسم الموارد البشرية، إلا أنهم في المجمل يقومون بالوظائف التالية:

  • الإعلان عن وظائف مفتوحة.
  • تعيين موظفين جدد.
  • تدريب وتأهيل موظفين جدد.
  • إدارة الرواتب والمزايا.
  • التحقيق في الشكاوى.
  • كتابة سياسات الشركة ومراقبتها.
  • تغيير نماذج حالة الموظفين.
  • الإشراف على تدريب الموظفين وتطويرهم.

بالتالي يحتاج تحسين أداء الموارد البشرية توفر العناصر التالية:

توزيع المسؤوليات بشكل صحيح:

يعد كل فرد في الشركة جزء من الموارد البشرية، بالتالي يجب أن يتحمل كل فرد نصيبه من المسؤولية والعمل. إن تطبيق نظام موحد يضمن مشاركة جميع الموظفين في تنفيذ المسؤوليات، يساعد في تخفيف العبء عن الآخرين، يتم ذلك عبر النقاط التالية:

  • يجب أن يتحمس جميع الموظفين لتحقيق النجاح.
  • يجب أن يستثمر المدير في الموظفين الكفؤ.
  • تسخير مواهب الموظفين في تحقيق التقدم.

تحقيق الكفاءة عبر توحيد أنظمة الإدخال:

تميل معظم الشركات في حفظ بيانات الرواتب ضمن جهاز، وبيانات الموظفين ضمن جهاز، والأعمال المكلفين بها في جهاز آخر. إن توزيع البيانات في قواعد معلومات منفصلة يعد مضيعة للوقت، حيث أن تعديل صغير على أحد الجداول، قد يتطلب إعادته عدة مرات على الجداول الأخرى، وهذا ما يزيد فرص الوقوع في الخطأ أيضاً. لذا يُنصح دائماً بتوحيد قواعد بيانات ومعها ضمن نظام واحد.

تطوير أفراد الموارد البشرية:

يمكنك تحسين التكنولوجيا المتبعة في عملك، والعمل بصورة أكبر على تطوير خبرة أفراد الموارد البشرية، وذلك عبر للقيام بما يلي:

  • إتاحة المجال لتوفير برامج تدريبية للموظفين.
  • منح التحفيز الذي يحتاجه الموظفون للنجاح.
  • رفع مستوى التعويضات والمكافآت.
  • تطبيق أفضل الأدوات لقياس الأداء.

نصائح مساعدة لتحسين أداء الموارد البشرية

تعد Google إحدى أهم الشركات التي تبنت نهجاً متطوراً في التعامل مع الموارد البشرية، حيث توفّر امتيازات رائعة للموظفين، كما قامت بتأمين وجبات صحية خفيفة للموظفين، ومراكز صحية وبرامج للتدليك، ومراكز لياقة بدنية وغرف للدعم النفسي، وذلك انطلاقاً من إيمان غوغل بإن سعادة الموظف في العمل هي التي تدفعه ليكون قادر على الإنتاج. يساعد اتباع استراتيجيات أو نصائح معينة في تحسين أدائها، وذلك وفق ما يلي:

تحسين العملية الانتقائية للموظفين لتحسين أداء الموارد البشرية:

وهي الخطوة الأولى لتحسين عمل المؤسسة، حيث يستهلك تعيين موظف غير كفؤ  موارد الشركة ووقتها،  كما أنه قد يضر بالإنتاجية. لذا ينصح بما يلي:

  • قضاء بعض الوقت في صياغة الوصف الوظيفي المطلوب.
  • الترويج للشركة وتصويرها كمكان جيد للعمل.
  • لا تقم بتعيين المرشحين اعتماداً على المهارات المدرجة فقط، بل ايضاً على صفاتهم وقدراتهم التدريبية.
  • الاستعانة بوسائل التواصل والمنصات المختلفة للعثور على أفضل الموظفين، مثل Linkedin.
  • اسأل المرشحين للقبول من الموظفين عن ارائهم حول عملية التوظيف المتبعة، والاقتراحات التي يمكن أن تساعد في تحسين هذه العملية.

تحسين التواصل الداخلي بين الموظفين:

لتحقيق أهداف العمل لا بد من تحسين التواصل بين موظفي الشركة، حيث يساعد ذلك فيما يلي:

  • تشجيع العمل الجماعي.
  • تجنب حدوث الارتباك والتوتر بين الموظفين.
  • توفير جو من التعاون لتحقيق الهدف.
  • خلق ثقافة تفاعل إيجابية ضمن الشركة.

لا يقتصر التواصل المطلوب بين الموظفين داخل الشركة، حيث أثبتت الدراسات أن 46% من الموظفين يغادرون الاجتماع دون التأكد ممّا هو مطلوب منهم، لذا يمكن توفير التواصل من خلال الوسائل التالية:

توفير الرفاهية عبر الاستثمار بالموظفين:

في تعاون جمع جامعة اكسفورد مع شركة بريتش تيليكوم، وجدت دراسة احصائية زيادة الإنتاجية بنسبة 13% عند العمال عند شعورهم بالرفاهية والسعادة. كما أن فيروس كورونا كان له التأثير الأكبر مؤخراً على عمل الموظفين، بالتالي يجب أن يقدم مدراء الأعمال طرق جديدة لمساعدة موظفيهم على تجاوز هذه العقبات، وهذا ما يساهم في تقليل الغياب ورفع الإنتاجية نحو مستويات أفضل.

تطوير الموظفين عبر تدريبهم:

بعد تعيين الموظفين الجدد يجب على الشركة توفير تدريب مستمر، وخاصةً مع التغير السريع في بيئة الأعمال، كما انه مع مضي الوقت ينخفض مستوى الرضا الوظيفي عند الموظف، كونه لا يكتسب خبرة جديدة في عمله.

إن توفير فرص التدريب يعد مفتاح النجاح، وأمر حيوي وفعال في المحافظة على الموظفين ضمن كادر الشركة. في حين تزداد الانتاجية مع زيارة معارف الموظفين، مما يضمن لأصحاب الأعمال تحقيقهم الريادة والمحافظة عليها.

التخلي عن فكرة تقييم الموظفين سنوياً

تسعى العديد من الشركات إلى تقييم الموظفين سنوياً، لمعرفة نقاط القوة والضعف في مهاراتهم، وهي خطوة عفا عنها الزمن، وليس منها فائدة للأسباب التالية:

  • إن الانتظار فترة اثني عشر شهراً لتقييم الموظفين هي مضيعة للوقت في عالم الأعمال.
  • تنطوي عملية التقييم على إجراءات رسمية كثيرة مما يسبب هدر في الوقت والموارد.
  • يجب تجاوز الأخطاء ونسيانها عندما يعود الأمر إلى عام قد مضى.
  • إن نعالجة المشاكل في وقتها هو إجراء أكثر فعالية في تحسين الإنتاجية.
  • يساعد إجراء اجتماعات منتظمة في التقييم الفوري والسريع للالتزام الموظفين بأداء أعمالهم.

أخذ تعليقات الموظفين بعين الاعتبار:

يمكن ان يساعد الموظفون في تحسين أداء العمل، وذلك عبر أخذ ملاحظاتهم ومعالجتها، حيث يستطيع الموظف تقييم الحلول واحتيار ما هو ناجح منها. بالتالي فإن الجمع بين أراء الموظفين وثقافة الشركة، قد يساهم بشكل كبير  في تنفيذ العمل بشكل أفضل.

مكافآة الموظفين وتقدير إنجازاتهم:

أثبتت دراسات أن 42% من الموظفين البالغ عددهم 1532 موظف، شعروا بالسعادة عند مكافأتهم، مما انعكس على الإنتاجية بشكل إيجابي. تشمل مكافأة الموظفين ما يلي:

  • تفديم جوائز تحفيزية.
  • تقديم الجوائز في نهاية الخدمة الطويلة.
  • تقديم المدح والثناء على إنجازاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ما هي مواصفات الموظف الجيد لتحسين أداء الموارد البشرية؟

نذكر فيما يلي أهم مواصفات الموظف الجيد في العمل:

  • الالتزام والتفاني في العمل.
  • التمتع بالثقة تجاه قدراته.
  • التمتع بالموثوقية والحفاظ على أسرار العمل.
  • القدرة على التعاون والعمل الجماعي.
  • واسع الحيلة ولديه القدرة على اتخاذ القرار المناسب.
  • امتلاكه مهارات تنظيمية قيادية.
  • امتلاكه مهارات التعامل والتواصل مع الآخرين.

في النهاية نجد أن تحسين أداء الموارد البشرية يؤثر على كامل الشركة، فكلما كان الاهتمام أكبر بتحسين ظروف عمل الموارد البشرية، كلما ساعد في تعزيز الإنتاجية وتحسين العمل، إلى جانب تحقيق الرضا الوظيفي وتعزيز الولاء لدى الموظفين اتجاه شركتهم. 

اقرأ أيضاً: خطاب رسمي لجهة حكومية

اترك تعليقاً

Scroll to Top