الصحة النفسية وطرق تحسينها والعوامل التي تسبب تدهورها

غالباً ما نتجاهل سلامة الصحة النفسية وما تتعرض له من آذية كبيرة، نتيجة ضغوطات الحياة الصعبة أو المرور بصدمة معينة. وقد يواجه البعض صعوبة في الحديث عن حالته النفسية أو التعبير عنها، بسبب الخوف والخجل لما يترافق ذلك من مفاهيم اجتماعية خاطئة. تعدّ الصحة النفسية مزيج معقد تعكس طريقة تفكير المرء وشعوره، وغالباً ما يصف الأطباء الصحة النفسية الجيدة، بأنها قدرة المرء على الموازنة ما بين القوة والمرونة، وذلك في جميع جوانب حياته المختلفة.

للأسباب السابقة سوف نخصص لكم هذا المقال عبر موقع نرسم، للحديث عن أفضل الطرق لتحسين الصحة النفسية، كل ذلك في سبيل جعل حياة الفرد أكثر راحة وسعادة وإيجابية.

خلق الحافز لمواصلة الحياة:

إنّ مفتاح تحسين الصحة النفسية يعتمد على وجود هدف أو طموح تسعى لتحقيقه، مما يمنحه معنى وأهمية كبيرة لجميع جوانب حياتك. ليس بالضرورة أن يكون هدف كبير أو أن تسعى لتغيير العالم، يكفي فقط أن يكون هدفك وطموحك مساعدة الناس، من خلال مهنتك أو ما تقوم به في الحياة. ننصحك بدورنا بما يلي:

  • يمضي البعض حياتهم في التعامل بلطف مع الناس.
  • تشجيع الناس وتقديم المعونة لهم.
  • الدفاع عن الأشخاص اللذين يتعرّضون للتنمر.
  • تبني الحيوانات اللطيفة.
  • مساعدة ضحايا سوء المعاملة من الأطفال والنساء.

في حال كنت ممن يفتقرون إلى هدف أو طموح في حياتهم فلا حاجة للقلق. يوجد العديد من الطرق التي تساعدك في معرفة هدف حياتك. فقط فكّر في الطريقة التي ترغب بأن يتذكرك الآخرين بها، ثمّ إبدأ بتحديد الأهداف التي تساعدك في تحقيق هذا الفكرة.

التفكير بإيجابية إحدى طرق تحسين الصحة النفسية:

من السهل تحسين صحتك النفسية أيضاً عبر الشعور بالرضا والتفكير بشكل إيجابي. يمكنك ببساطة البدء في اتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة، والتي تمكنك من رفع مستوى التفاؤل والإيجابية في حياتك، مثل تخصيص وقت يومياً بمعدل بضع دقائق، للكتابة عن الأشياء الإيجابية التي يمكن أن تحققها في المستقبل. يمكنك أيضاً التفكير في الوقت الممتع الذي سوف تقضيه مستقبلاً، سواء مع أحبائك أو أصدقائك.

يسعى البعض أيضاً إلى وضع أهداف صغيرة في حياتهم، والعمل على تحقيقها للشعور بالمزيد من السعادة. مما يمنحك شيء تتطلع إليه مهما كانت هذه الخطوات صغيرة.

تذكر الأحداث السعيدة في الماضي:

يساعد تذكّر الاحداث السعيدة في الماضي على تحسين مزاجك، وجلب المزيد من الإيجابية إلى حياتك، حيث يمكنك تخصيص بعض الوقت للتفكير في الأحداث السعيدة التي خضتها سابقاً، مثل عطلة عائلية سعيدة أو جائزة فزت بها منذ أعوام.

تساعدك هذه الذكريات في التفكير بالأمور الإيجابية التي قد تصادفها في حياتك اليومية. وهي خطوة فعالة في حال كنت تواجه ظروف سيئة أو محبطة.

تعزيز العلاقات الاجتماعية:

تتأثر الصحة النفسية والعاطفية والجسدية بشكل سلبي  عند الشعور بالانعزال وقضاء الوقت وحيداً، حيث وجدت إحدى الدراسات أن الشعور بالوحدة قد يكون له نفس التأثير المميت عند تدخين 15 سيجارة يومياً. لذا ننصح بما يلي:

  • تكوين روابط اجتماعية عميقة مع الناس والتواصل معهم.
  • المحافظة على العلاقات الاجتماعية القوية.
  • يجدر الذكر أن تحسين الصحة النفسية يرتبط بمقدار جودة هذه العلاقات وليس كميتها.

تساعد وسائل التواصل الاجتماعي في جعلك على تواصل مستمر مع الأصدقاء، وذلك في حال كانت الظروف تمنع التقائك معهم على أرض الواقع، لكن في الحقيقة لا يوجد بديل ينافس فوائد تناول القهوة مع صديق والتواصل وجهاً لوجه. لا ننسى أهمية الدعم الاجتماعي الذي يمنحه المقربون منك عند مواجهتك المشاكل، لذا سارع بالانضمام إلى الأنشطة الاجتماعية أو التعرف على الجيران أو حتى التواصل مع الأصدقاء القدامى.

معرفة نقاط القوة لديك:

وهي من أهم وأفضل الطرق لتعزيز الصحة النفسية، وذلك عبر الشعور بالثقة والتقدير وإدراك نقاط القوة لديك، وما تملكه في هذه الحياة من أشياء تستطيع القيام بها وتجيدها. كما يجب معرفة الصفات التي ساعدتك في تحقيق النجاح، وذلك عبر التفكير في إنجازاتك سابقاً، ممّا يؤثر بشكل إيجابي على صحتك النفسية وصحتك بشكل عام.

الغفران وتجاوز الأخطاء من أهم خطوات تعزيز الصحة النفسية:

وهو المفتاح الأساسي للحصول على توازن نفسي سليم، وذلك عبر القيام بما يلي:

  • التخلص من غضب الماضي.
  • تجاوز الظروف المؤذية التي تعرّضت لها.
  • مسامحة الأشخاص دون السماح لهم بإيذائك مرةً أخرى. حيث يهدف التسامح إلى تحرير مشاعر الغضب التي تعيق تقدمك ونجاحك في الحياة.
  • في حال كان الشخص الذي قد عرّضك للأذى ما زال يهدّد سلامتك النفسية، يجب وضع حدود قوية بينك وبين هذا الشخص، في سبيل حماية صحتك النفسية من الألم الذي قد تتعرّض له لمجرد الاختلاط بهذا الشخص.

ما هي مواصفات الأشخاص الأصحاء نفسياً؟

توجد عدة صفات أساسية تجمع بين الأشخاص الأصحاء نفسياً. قام معظم الخبراء بتحديدها عبر النقاط التالية:

  1. الشعور بالرضا عن النفس واحترام الذات،  وإدراك قدراتهم بشكل واقعي بعيداً عن المثالية، مع الابتعاد عن المشاعر الفائضة، من الحب أو القلق أو الغيرة أو الذنب.
  2. احترام الآخرين والشعور بالراحة معهم، وإقامة علاقات اجتماعية صحية دون وجود أي استغلال بين الطرفين، وتقبل الاختلاف مع الآخر، كما لديهم مراعاة لمصالح الآخرين.
  3. يسعى الأشخاص الأصحاء نفسياً للبقاء في أفضل حالة دائماً، مع الابتعاد عن التفكير النرجسي أو الانتقاد لما لديهم من عيوب خاصة.
  4. يبتعد الأشخاص الأصحاء نفسياً عن مشاعر التوتر والقلق، والأفكار السلبية غير العقلانية. كما يبادرون بالتماس الأعذار للناس لكن دون مبالغة في ذلك، ويتحكمون بردود أفعالهم في الأوقات الصعبة.
  5. القدرة على حلّ المشكلات، وتقبّل جميع المسؤوليات والتخطيط للمستقبل. إلى جانب اتخاذ القرارات بشكل مستقل دون تأثير الآخرين، والترحيب بالتجارب الجديدة.
  6. كبح مشاعر الكراهية أو الغضب، أو التفكير بالانتقام أو الشعور بالذنب أو حتى التفكير بأنانية. وعدم الوقوف في وجه تقدّم الآخرين، بل تقديم المساعدة والمعونة لهم.
  7. التفكير الدائم بإيجابية، والنظر إلى المستقبل بحماس دون خوف، كما أنهم يستمتعون بالحياة.
  8. احترام التنوع بين الأشخاص. أي مهما اختلفوا في أجناسهم أو دينهم أو عرقهم أو أعمارهم.
  9. وجود مرونة عاطفية وعقلية واجتماعية وروحية، وذلك في التعامل مع خيبات الأمل، والعقبات ومآسي الحياة الكبرى.
  10. الاعتراف بالأخطاء عند ارتكابها، ومحاولة تصحيح ذلك. حيث يتخذون القرارات اللازمة دون التهرب من واجباتهم.

ما هي عوامل تدهور الصحة النفسية؟

نذكر فيما يلي أهم العوامل المسببة لتدهور الصحة النفسية:

  • تعرّض الفرد لإساءة المعاملة خلال مرحلة الطفولة.
  • البقاء وحيداً والشعور بالعزلة الاجتماعية.
  • العنصرية والتعرّض للتمييز.
  • العوامل الاجتماعية المختلفة، من الفقر وتراكم الديون والشعور بالحرمان الاجتماعي.
  • الشعور بالإجهاد والتعب على المدى الطويل
  • سوء الحالة الصحية البدنية
  • تعاطي المخدرات أو الكحول
  • فقدان الوظيفة والمعاناة من البطالة

تبقى الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الشعور بالسعادة، والإحساس بالتفاؤل والإيجابية في حياتك. يعد تحسينها أمر أسهل مما تعتقد، فقط يعتمد عليك في اتخاذ الخطوة الأولى، والبدء في تطوير عادات صحية سليمة، وتدوين نقاط قوتك والاستمتاع بذكرياتك السعيدة. سرعان ما سوف تلاحظ انعكاس هذه الإيجابية على جميع جوانب حياتك.

اقرأ أيضاً: تحسين مناعة الجسم …طرق طبيعية بدون أدوية أو مكملات غذائية

اترك تعليقاً

Scroll to Top